بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .
قصة شدتني كثيراً لما فيها من تذكيرنا بيوم لا بد أن نصير إليه جميعاً [يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ].
والمقصود أن نتعظ ونعتبر ، فان الملهيات كثيرة والصوارف عن رقة القلوب وخشوعها تزداد يوما بعد يوم))..
حُكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيّار ، وكان له والدةٌ صالحة تعظه وهو لا يتعظ ، فمر في بعض الأيام بمقبرة ، فأخذ منها عظماً ، فُتفتت في يديه ، ففكر في نفسه وقال : ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً ( حطاماً وفتاتاً ) والجسم تراباً فندم على تفريطه وعزم على التوبة ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي ألقيتُ إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمي ، ثم أقبل نحو أمه متغيّر اللون منكسرَ القلب ، فقال : يا أماه ما يُصنع بالعبد الآبق ( الهارب ) إذا أخذه سيده ؟
قالت : يُخشّنُ ملبسهُ ومطعمهُ ويغل يده وقدميه ، فقال أريد جبةً من صوفٍ وأقراصاً من شعير وغِلّيْن ( قيدين )
وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلّي فيرحمني ؛ففعلت به ما أراد فكان إذا جنَّ عليه الليل أخذ في البكاء والعويل يقول لنفسه : ويحك يا دينار ألك قوة على النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار!!
ولا يزال كذلك إلى الصباح ، فقالت له أمي يا بني أرفق بنفسك فقال : دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلا!!!
، يا أماه إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي ربٍ جليل ولا أدري أيأمرُ بي إلى ظل ظليل أم إلى شر مقيل ( مكان القيلولة ) ، قالت : يا بني خذ لنفسك راحةً ، قال : لست للراحة أطلب ، كأنكِ يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها ، فترَكَتْه وما هو عليه ،فأخذ بالبكاء والعبادة وقراءة القرآن ،فقرأ في بعض الليالي قوله تعالى [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه ، فجاءت أمه إليه ، فنادته ، فلم يجبها ، فقالت له : يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى ؟ فقال بصوتٍ ضعيف : يا أماه إن لم تجديني في عرصات ( الساحة أو البقعة الواسعة )القيامة ، فاسألي مالكاً خازن النار عني ، ثم شهق شهقةً فمات رحمه الله فغسلته أمه وجهزته ، وخرجت تنادي : أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ، فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم ، فلما دفنوه ، نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلةٌ خضراء ، وهو يقرأ الآية [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ويقول : وعزته وجلاله ، سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ، ألا أخبروا عني والدتي بذلك .
رحمك الله يا دينار وجعل لنا فيك وأمثالك قدوة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .
قصة شدتني كثيراً لما فيها من تذكيرنا بيوم لا بد أن نصير إليه جميعاً [يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ].
والمقصود أن نتعظ ونعتبر ، فان الملهيات كثيرة والصوارف عن رقة القلوب وخشوعها تزداد يوما بعد يوم))..
حُكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيّار ، وكان له والدةٌ صالحة تعظه وهو لا يتعظ ، فمر في بعض الأيام بمقبرة ، فأخذ منها عظماً ، فُتفتت في يديه ، ففكر في نفسه وقال : ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً ( حطاماً وفتاتاً ) والجسم تراباً فندم على تفريطه وعزم على التوبة ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي ألقيتُ إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمي ، ثم أقبل نحو أمه متغيّر اللون منكسرَ القلب ، فقال : يا أماه ما يُصنع بالعبد الآبق ( الهارب ) إذا أخذه سيده ؟
قالت : يُخشّنُ ملبسهُ ومطعمهُ ويغل يده وقدميه ، فقال أريد جبةً من صوفٍ وأقراصاً من شعير وغِلّيْن ( قيدين )
وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلّي فيرحمني ؛ففعلت به ما أراد فكان إذا جنَّ عليه الليل أخذ في البكاء والعويل يقول لنفسه : ويحك يا دينار ألك قوة على النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار!!
ولا يزال كذلك إلى الصباح ، فقالت له أمي يا بني أرفق بنفسك فقال : دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلا!!!
، يا أماه إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي ربٍ جليل ولا أدري أيأمرُ بي إلى ظل ظليل أم إلى شر مقيل ( مكان القيلولة ) ، قالت : يا بني خذ لنفسك راحةً ، قال : لست للراحة أطلب ، كأنكِ يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها ، فترَكَتْه وما هو عليه ،فأخذ بالبكاء والعبادة وقراءة القرآن ،فقرأ في بعض الليالي قوله تعالى [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه ، فجاءت أمه إليه ، فنادته ، فلم يجبها ، فقالت له : يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى ؟ فقال بصوتٍ ضعيف : يا أماه إن لم تجديني في عرصات ( الساحة أو البقعة الواسعة )القيامة ، فاسألي مالكاً خازن النار عني ، ثم شهق شهقةً فمات رحمه الله فغسلته أمه وجهزته ، وخرجت تنادي : أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ، فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم ، فلما دفنوه ، نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلةٌ خضراء ، وهو يقرأ الآية [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ويقول : وعزته وجلاله ، سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ، ألا أخبروا عني والدتي بذلك .
رحمك الله يا دينار وجعل لنا فيك وأمثالك قدوة